أعرب عشاق كرة القدم عن فرحتهم بالفوز “التاريخي” لمنتخب السعودية على منتخب الأرجنتين خلال مونديال قطر 2022، وذلك بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء.
وقال مصدر محلي من أبناء محافظة الحسكة لمنصة SY24، إن “عدداً من سكان الحسكة ومناطق في دير الزور شرقي سوريا، احتفلوا بفوز السعودية على منتخب الأرجنتين، مستخدمين السلاح في تعبيرهم عن الفرحة بالفوز الذي اعتبرته الفيفا واحداً من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم”.
وأضاف أن “السوريين تفاعلوا مع الحدث من باب أن الكرة أنصفت من يستحق الانتصار وابتسمت لمن قاتل لأجل الفوز بثقة وشجاعة، وبدا أن هناك اتفاق في التوجه بين الناشطين السوريين على تقدير النصر السعودي المستحق”.
من جانبه، “فواز المفلح” عضو الهيئة السياسية العامة لمحافظة الحسكة قال لمنصة SY24، إن ” السكان في محافظة الحسكة يتابعون مباريات كرة القدم، وكانت جماهير الرياضة في الحسكة تنقسم لتشجيع فريقين كبيرين في كرة القدم السورية وهما نادي الجهاد بالقامشلي ونادي الجزيرة بالحسكة ونادرا ما اجتمعا سوية في دوري الأضواء (الدرجة الأولى أو كما تسمى احيانا الممتازة)، حيث كان الناديان يعانيان من مظلومية رياضية لا تقل عن مظلومية المحافظة سياسيا وإداريا واقتصاديا تحت ظل حكم الأسد وحزب البعث مطيته للوصول للسلطة”.
وأشار إلى أن “الرياضة تكون بمثابة المتنفس لأهالي المحافظة عن حالة الضيق والكبت السياسي والتجهيل العلمي والإفقار الاقتصادي التي يعانيها المجتمع الحسكاوي، في ظل سياسة حافظ الأسد الذي لم يثق يوما بأهلها وقسم التهم ووزعها عليهم إثنيا وعرقياً”.
وتابع أنه “برغم الظروف المأساوية كنا نشاهد قبل الثورة السورية وخصوصا عند انطلاق كأس العالم لكرة القدم أو بطولة الأمم الأوروبية، رفع أعلام الدول المشاركة فيها على أسطح منازل الكثير من الأهالي”.
ومضى قائلاً “أكثر ما لفت انتباهي هو علم منتخب المانشيفت الألماني، فهو المنتخب الذي يحظى بشعبية جارفة بين محبي الرياضة في المحافظة، يليه منتخبات البرازيل وفرنسا والأرجنتين، ونوعا ما إسبانيا وهولندا وإيطاليا”.
ولفت إلى أنه “من خلال التواصل مع بعض الأهالي وسؤالهم عن كيفية حضور مباريات البطولة، فكان الجواب واضحاً: عبر الإنترنت، وعلى مواقع تقوم بسرقة بث المباريات عبر روابط خاصة بغوغل”.
وزاد موضحاً أنه “يلاحظ وجود نسبة كبيرة جدا من أبناء محافظة الحسكة يميلون أكثر لتشجيع منتخب الماكينات الألمانية بزيادة واضحة عن البطولات السابقة، ونفسر ذلك بسبب وصول أعداد كبيرة من أبناء المحافظة إلى ألمانيا وتشجيعهم لمنتخبها، فكان سببا إضافيا لتشجيع نجوم المانشافت”.
وقبل انطلاقة المونديال كان الحديث الدائر عن منتخب الأرجنتين وقوته الضاربة المتمثلة في نجمه ليونيل ميسي، في ضوء تراجع منافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو، وستبعاد الفرنسي كريم بن زيمة عن المشاركة في البطولة بداعي الإصابة، حسب “المفلح”، الذي لفت إلى أن “أبرز المنتخبات العربية التي كانت جماهير الرياضة في الحسكة تود مشاركتها في بطولة كأس العالم هو المنتخب العراقي”.
ويأمل سكان الحسكة بأن يكون للمنتخبات العربية شأن يذكر في هذه البطولة، خصوصا منتخبات السعودية والمغرب، اللذان يمتلكان لاعبين جيدين ومقاتلين على أرض الملعب وهناك استقرار بالمستوى لكليهما، وفقاً لـ “المفلح”.
وتحدث “المفلح” عن بعض النقاط التي لفتت انتباه أنظار سكان الحسكة، ومنها “التعاطف الجماهيري الكبير بسبب رفض لاعبي المنتخب الإيراني ترديد نشيد حكم الطغاة، وتضامنهم مع الثورة الإيرانية على نظام ولاية الفقية في إيران؟، إضافة إلى نقطة أخرى وهي محاولة قطر إضفاء صبغة إسلامية على الكثير من فقرات حفل الافتتاح وخصوصا الشاب المصاب بعجز حركي والذي ظهر في إحدى فقرات الافتتاح وبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم”.
الجدير ذكره، أن جماهير كرة القدم في الشمال السوري، يتابعون وبشغف مباريات المونديال، وذلك ضمن صالات عرض مجانية بدعم من منظمات ومؤسسات خيرية قطرية.