دقت منظمة “أطباء بلا حدود” ناقوس الخطر، محذرةً من أن تفشي مرض “الكوليرا” في شمال وشرق سوريا سيزيد من تعقيد الوضوع الإنساني المحفوف بالمخاطر.
جاء ذلك في تقرير موسع اطلعت منصة SY24 على نسخة منه.
وذكرت المنظمة أنه بينما يواجه شمال سوريا شتاءً قاسيًا آخر، في ظل الوضع الأمني غير المستقر، تبذل المجتمعات المحلية كل ما في وسعها للمساعدة في الحد من تفشي المرض، كي لا تزيد من تعقيد الوضع الإنساني المحفوف بالمخاطر.
وأشارت المنظمة إلى أنها تدعم في شمال إدلب أيضًا وحدة لعلاج الكوليرا، واثنتين في عفرين والباب، شمال حلب.
بالإضافة إلى ذلك، نقوم أيضًا بتشغيل أربع نقاط لإعادة الإماهة الفموية ودعمها كخطوة أولى في العلاج، للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض المرض، لكنهم لم يصلوا إلى المرحلة التي يحتاجون فيها إلى دخول المستشفى.
وأوضحت أنه تم علاج نحو 300 مريض في نقاط الإماهة الفموية، و220 مريضًا في وحدة علاج الكوليرا في شمال إدلب، بينهم نحو 20 في المئة يعانون من أعراض حادة، وكانت معظم هذه الحالات الخطيرة نتيجة التأخر في التماس العلاج.
ولفتت إلى أن “الكوليرا” ظهرت لأول مرة في دير الزور، ثم انتقلت على طول نهر الفرات إلى الرقة وحلب في الشمال الغربي، قبل أن تنتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد، وقد عُزِيت بدايةً للمياه الملوثة من نهر الفرات والنقص الحاد في المياه في شمال سوريا.
وتابعت أنه ومنذ الإعلان عن تفشي الكوليرا لأول مرة في سبتمبر/أيلول، عالجت أطباء بلا حدود أكثر من 3,000 مريض يشتبه في إصابته بالكوليرا في الشمال الشرقي.
ومع انخفاض مستويات المياه في الفرات بسبب الجفاف المطول، ولجوء العديد من المجتمعات إلى مصادر معرضة للخطر مثل النهر أو القنوات المفتوحة لجلب مياهها، لا يزال خطر تفشي الكوليرا على نطاق واسع قائمًا، لا سيما مع الدمار الذي طال البنية التحتية الصحية المحلية جراء 11 عامًا من النزاع.
وبلغ إجمالي الإصابات بمرض “الكوليرا” شمال غربي سوريا، 375 إصابة و11 حالة وفاة، في حين وصل إجمالي الإصابات في منطقة نبع السلام، إلى 39 إصابة و2 حالة وفاة.
أمّا في شمال شرقي سوريا، بلغ إجمالي الإصابات 159 إصابة و30 حالة وفاة، بحسب “شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة”.
وفي مناطق النظام السوري، وصلت الحالات المصابة إلى 1492 حالة، منها 909 حالات في حلب، وحالات الوفيات إلى 49 حالة، منها 40 حالة في حلب، حسب وزارة الصحة التابعة للنظام.