“كأس العالم لا يخص شعوب الدول التي تلعب في قطر الآن، بل يخصنا نحن أيضاً، ولهذا قررنا أن نضيف تقاليدنا العربية الأصيلة واللمسة العشائرية على مجريات المونديال ومتابعة أحداثه بطريقتنا الخاصة”.
بهذه الكلمات وصف “أبو سعد”، وهو أحد أبناء ريف ديرالزور الشرقي، شعوره عند بدء أولى مباريات كأس العالم المقام في دولة قطر، بعد قيامه وعدد من أصدقاءه وأبناء عمومته بإنشاء ما يشبه الصندوق لمتابعة مجريات المونديال من المنزل دون الحاجة للذهاب إلى المقاهي الموجودة في بلدته.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24، قال “أبو سعد”: “شغفنا لمتابعة كأس العالم هذه السنة دفعني للتفكير بطريقة مريحة وغير مكلفة وتجعلني أدخل في أجواء المونديال بشكل مباشر، وهكذا جائتني فكرة جمع عدد من أصدقائي وأبناء عمومتي في ديوان منزلي وإحضار مولدة كهربائية وتشغيل شاشة العرض الكبيرة التي أملكها وحضور جميع المباريات بأقل تكلفة ممكنة”.
وتابع “عرضت الفكرة على الجميع وبعد حصولي على موافقتهم قمنا بإنشاء صندوق لكأس العالم يتضمن تكلفة المحروقات اللازمة لتشغيل مولدة الكهرباء، بالإضافة إلى تكلفة الطعام والشراب مع تكلفة المشروبات التي سيتم تقديمها لهم، وجمع هذه التكاليف بشكل يومي وتقاسمها فيما بيننا لتقليل المصاريف قدر الإمكان وضمان حضور جميع المباريات بأكبر قدر ممكن من الراحة والهدوء”.
وذكر “جمعة الصالح”، أحد القائمين على هذه الفكرة، أن “مشاهدة المباريات في المنزل أفضل بكثير من مشاهدتها في المقهى لعدة أسباب أولها الابتعاد عن أي مشكلة أو شجار ممكن أن يحدث بسبب هذه المباريات، وخاصة مع غياب الأمن وكثرة جرائم القتل، وثانياً الأجواء تكون أجمل وتذكرنا بالماضي، ناهيك عن انخفاض التكلفة مقارنة بما يمكن أن ندفعه خارجاً”.
وأضاف أن “كأس من الشاي وأركيلة في أي مقهى بريف ديرالزور اليوم يكلف اليوم على الأقل 5000 ليرة سورية، وفي كل يوم لدينا 4 مباريات أي ما يعادل 20 ألف ليرة وهو مبلغ ضخم لا أعتقد أنني قادر على دفعه بشكل يومي، ولهذا شاركنا في شراء مازوت مولدة الكهرباء وغاز الطبخ وإعداد الشاي وبعض التجهيزات البسيطة غير المكلفة”.
وفي سياق آخر، تعرضت إحدى محولات الكهرباء الخدمية المشغلة لمحطات تصفية المياه في مدينة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي للاحتراق بشكل كامل، نتيجة الحمل الزائد بعد قيام عدد من الأهالي القاطنين في جوار المحطة بمد كابلات كهربائية إلى منازلهم بهدف إنارتها ومتابعة مباريات كأس العالم، ما تسبب بزيادة الضغط عليها وتوقف عمل محطة تصفية المياه.
وتعاني مدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي النظامي، وحصره في الخطوط الخدمية التي تغذي محطات تصفية المياه والمشاريع الزراعية والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها من المؤسسات الخدمية، واعتماد الاهالي على مولدات الكهرباء الضخمة المنتشرة في مدنهم وقراهم للحصول على الكهرباء بعد دفع مبالغ مالية، يعتقد أنها باهظة الثمن بالنسبة لدخلهم اليومي، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي المنطقة.