أعلنت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في مدينة ديرالزور عن إلقائها القبض على أحد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني برفقة صديقه، بعد أن ثبت تورطهم بجريمة قتل وقعت في حي الجورة قبل عدة أيام راح ضحيتها سيدة ستينية من أهالي الحي، تبين فيما بعد أنها “والدة أحد المجرمين”.
وذكر مراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور، أن الجريمة وقعت بعد اتفاق ابن الضحية، وهو عنصر لدى مجموعة المدعو “أبو عرب” أحد قيادات ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة، بالتآمر مع صديقه على قتل والدته أثناء سفره إلى مدينة دمشق بهدف إبعاد الشبهات عنه، ليقوم القاتل بخنق الضحية وترك جثتها عدة أيام قبل اكتشافها من قبل أحد الجيران.
وأكد المراسل نقلاً عن أحد أبناء الحي الذي وقعت فيه الجريمة، أن الضحية كانت تتشاجر مع ولدها بشكل شبه يومي، بسبب قيامه بسرقة الأموال والمصاغ الذهبي منها باستمرار وبيع بعض الأثاث المنزلي بهدف شراء المخدرات وتعاطيها، على الرغم من قيامها بتقديم عدة شكاوى إلى قائد مجموعته في الميليشيا غير أن الأخير لم يحرك ساكناً بسبب تورطه في بيع المخدرات له ولغيره من العناصر.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها عناصر الميليشيات في مدينة ديرالزور نتيجة زيادة واضحة في نسبة تعاطي المخدرة فيما بينهم، وخاصة المخدرات الكيميائية المصنعة محلياً مثل حبوب الكبتاغون ومخدر الكريستال ميث ” الآيس”، وباقي أنواع المخدرات التي انتشرت في المدينة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وبالذات بعد سيطرة الميليشيات الإيرانية والمحلية على المنطقة بشكل شبه كامل.
“أم أحمد”، إحدى سكان الحي الذي وقعت فيه الجريمة بمدينة ديرالزور، أكدت أن “المجرم معروف بأخلاقه السيئة ومضايقته لسكان المنطقة باستمرار وخاصة في ساعات متأخرة من الليل، عندما يعود إلى المنزل برفقة بقية أصدقائه وهم في حالة سكر، وقيامهم بإطلاق النار في الهواء وعلى منازل المدنيين بشكل مستمر ما تسبب بحالة من الذعر لدى الجميع وخاصة الأطفال”، على حد قولها.
وقالت السيدة في مقابلة مع مراسل منصة SY24: إن “الضحية كانت سيدة خلوقة ومحترمة والجميع يحبها، لكن ولدها وقع تحت ضغط خطيبته التي رفضت السكن مع والدته في منزلها وطلبت منه في أكثر من مناسبة إرسالها إلى دار للمسنين أو استئجار منزل خاص بها، بالإضافة إلى إدمانه للمخدرات والمشروبات الكحولية وتعاطيها باستمرار وبشكل علني وسط الشارع دون أي محاسبة أو رقيب”.
وأضافت أن “المشاكل التي كانت تحصل بينهم كانت أكبر دليل على تورط ابنها فى جريمة القتل والذي اعترف بها فوراً بعد إلقاء القبض عليه، ولكن لا نعلم إن كان سيبقى هناك وسيحاكم على جريمته أم أنه سيخرج مثلما خرج بقية مجرمي ميليشيا الدفاع الوطني، على الرغم من ارتكابهم جرائم قتل وسرقة ونهب مسلح على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية والسلطات العدلية في المدينة التي بات يحكمها قانون الغابة”.
وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر محلية عن قيام ميليشيا حزب الله اللبناني بتوزيع كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة المصنعة في ورشاتها بمنطقة البقاع والجنوب بلبنان، وقيامها ببيعها بأسعار رخيصة جداً في المدينة، لتصبح أرخص بكثير من المواد المخدرة التقليدية مثل الحشيش، وذلك بهدف إجبار الشباب على تعاطيها والإدمان عليها بيسهل عليها تجنيدهم في صفوف ميليشياتها والعمل لصالحها وتنفيذ أوامرها.
فيما تبقى مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام وبقية الميليشيات المسلحة الموالية له، تعيش حالة من الفلتان الأمني في ظل انتشار السلاح والمخدرات فيها بشكل علني، وارتفاع واضح في معدل جرائم القتل والسرقة والنهب المسلح التي يرتكبها عناصر هذه الميليشيات بشكل علني، مع امتناع الأجهزة الأمنية عن محاسبة هؤلاء المجرمين بسبب تورطها هي كذلك في تجارة المخدرات وبقي الممنوعات مقابل حصولها على عائد مالي مقابل ذلك.