أعلن تنظيم داعش، في كلمة صوتية نشرها على المعرفات الإعلامية التابعة له، مقتل زعيمه الحالي المدعو “أبو الحسن الهاشمي القرشي” وتعيين المدعو “أبو الحسين الهاشمي القرشي” زعيماً جديداً للتنظيم، دون الإدلاء بأي معلومات حول مكان وزمان مقتل الزعيم السابق.
وأكد المتحدث باسم التنظيم “أبو عمر المهاجر”، أن “أبو الحسن القرشي” قد قتل في اشتباكات مسلحة كان يقودها بنفسه، مطالباً في الوقت ذاته جميع عناصر وخلايا التنظيم المنتشرة في عدد من دول العالم بإعلان البيعة لقائده الجديد.
وجاء ذلك عقب إعلان القيادة المركزية للقوات الأمريكية عن مقتل زعيم تنظيم داعش السابق “أبو الحسن”، مؤكدةً أنه قتل في منتصف تشرين الأول الماضي خلال اشتباكات اندلعت بين خلايا التنظيم وعناصر من “الجيش السوري الحر” في مدينة درعا جنوبي سوريا، معتبرةً أن مقتله يشكل “ضربة جديدة للتنظيم”، مع تأكيدها على “استمرار العمليات العسكرية في جميع مناطق شمال شرق سوريا بهدف القضاء على التنظيم والحد من خطورته”.
وتزامن مقتل زعيم “داعش” مع تصعيد عسكري كبير تشهده مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا، وإعلان الأخيرة عن رفع حالة التأهب القصوى في جميع نقاطها ومواقعها العسكرية، بعد ورود معلومات حول استعداد خلايا داعش للهجوم على أحد السجون التي تضم عدد كبير من مسلحي التنظيم في حي “علايا” بمدينة القامشلي، مستغلاً تردي الوضع الأمني في المنطقة بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية برية ضدها.
وفي سياق آخر، أعلن تنظيم داعش، عن قيام عناصره بتفجير عبوة ناسفة أثناء مرور عربة عسكرية تابعة لـ”قسد” في منطقة سوق الهال داخل مدينة الرقة، ما أدى إلى احتراقها بشكل كامل ومقتل عنصرين كانوا بداخلها وإصابة عدد من المدنيين المتواجدين في السوق بجروح وصفت بـ”المتوسطة”، إضافة إلى تضرر عدد كبير من السيارات الخاصة والمحال التجارية.
في حين شن عناصر تنظيم داعش هجوماً بالأسلحة الرشاشة والقذائف على نقاط حراسة تابعة للفرقة الرابعة وفرع الأمن العسكري التابع للنظام عند مدخل بلدة صبيخان، 70 كم شرقي مدينة ديرالزور، ما تسبب بمقتل عنصرين في جيش النظام وإصابة آخرين بجروح خطيرة قبل انسحاب المهاجمين باتجاه البادية السورية، وتزامن ذلك مع هجوم آخر نفذه مسلحو التنظيم عند مدخل البلدة الجنوبي ضد سيارة عسكرية تابعة للفرقة 17 في جيش النظام وأسفر عن مقتل سائقها وإصابة آخر بجروح.
ويعد هذا الهجوم مؤشر خطير على نية التنظيم استغلال الأحوال الجوية السيئة التي تمر بها المنطقة للتصعيد ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية في المنطقة، خاصةً مع قيامه بشن هجمات داخل المدن والبلدات التي تسيطر عليها هذه القوات، ما قد ينذر بشتاء طويل وقاسي على هذه الميلشيات.
فيما تستعد “قوات سوريا الديمقراطية” لمواجهة الموجة الأولى من العمليات المسلحة التي من المتوقع أن يشنها عناصر تنظيم داعش في المدن والبلدات التي تسيطر عليها ثأراً لمقتل زعيمه السابق “أبو الحسن القرشي”، على الرغم من عدم إعلان القوات الأمريكية مشاركتها في العملية بشكل مباشر.
والجدير بالذكر أن “أبو الحسين القرشي الهاشمي” يعد الزعيم الرابع لتنظيم داعش بعد مقتل الزعيم السابق “أبو الحسن الهاشمي القرشي” ومن قبله المدعو عبدالله قرداش الملقب بـ “أبو ابراهيم القرشي” إلى جانب المتحدث باسم التنظيم “أبو الحسن المهاجر”، في هجوم نفذته القوات الأمريكية ببلدة أطمة الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني شمال غرب سوريا، فيما قامت القوات الأمريكية بشن عملية إنزال جوي قتل فيها زعيم التنظيم الأول “أبو بكر البغدادي” في 26 من أيلول سبتمبر من عام 2019.