فرضت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بالتعاون مع بقية الميليشيات المسلحة المنتشرة في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، إجراءات أمنية مشددة وقامت بنصب عدة حواجز ونقاط تفتيش على مداخل المدينة وبالقرب من مقراتها العسكرية، وطالبت المدنيين بضرورة عدم الاقتراب من هذه المقرات بشكل تام، كما طالبت عناصرها المحليين برفع حالة الجاهزية تحسباً لأي هجمات وضربات جوية قد تتعرض لها المنطقة.
وتأتي هذه الإجراءات وسط معلومات تتحدث عن وصول عدد من قادة وعناصر ميليشيا الحوثي اليمنية، المصنفة على قوائم الإرهاب، إلى مدينة البوكمال برفقة رتل عسكري تابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بالتزامن مع وصول خبراء من ميليشيا حزب الله اللبنانية إلى مطار ديرالزور العسكري قادمين من مدينة دمشق على متن إحدى الرحلات المدنية.
مراسل منصة SY24 نقل عن شهود عيان في المدينة قولهم، إن عدداً من السيارات الحديثة من نوع “بيك آب تويوتا” قد دخلت المدينة قادمةً من العراق، وسط حراسة أمنية مشددة من عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والحشد الشيعي، وتوجهت نحو المربع الأمني الخاص بالميليشيات في حي “الجمعيات” بالقرب من مدرسة البعث، وتوقفت هناك قبل أن تتحرك مرة أخرى صوب بادية المدينة.
المراسل ذكر أن الرتل الذي ضم عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وقادة وعناصر من ميليشيا الحوثي اليمنية، اتجه إلى منطقة “المعيزيلة” ببادية البوكمال على متن عربات مزودة برشاشات مضادة للطيران عيار 23 ملم ومدافع من نوع SPG9 مضادة للمدرعات، وتحركت بسرعة فائقة مع الإبقاء على مسافات طويلة بينها تجنباً لتعرضها لأي ضربات جوية مباغتة.
من جهتها، أكدت مصادر محلية أن الهدف الأساسي لتواجد عناصر ميليشيا الحوثي اليمنية في ريف ديرالزور هو “الخضوع لتدريبات عسكرية خاصة على يد خبراء إيرانيين حول كيفية نقل الطائرات المسيرة و تركيبها واستخدامها ضد أهداف ثابتة ومتحركة، بالإضافة إلى كيفية التمويه أثناء إطلاقها وتجنب التعرض لأي ضربات جوية بعد انتهاء مهمتهم”.
المصادر ذاتها قالت إن الخبراء الإيرانيين كانوا متواجدين داخل حقل الورد النفطي الذي تسيطر عليه ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، والذين وصلوا إليه قبل عدة أيام قادمين من العراق على متن حافلات مدنية دخلت البلاد بطريقة شرعية من معبر البوكمال البري، قبل أن يتم نقلهم بشكل سري إلى حقل الورد تمهيداً لوصول عناصر ميلشيا الحوثي اليمنية إلى المعسكر.
فيما أكدت هذه المصادر أن خبراء ميليشيا حزب الله اللبنانية وصلوا بعد يوم واحد من بدء التدريبات العسكرية في معسكر “معيزيلة” الإيراني، على متن إحدى الرحلات المدنية التي هبطت في مطار ديرالزور العسكري ليتم نقلهم بعدها إلى حقل “الكم” النفطي على متن سيارة مدنية خاصة بشركات النفط، ومن بعدها إلى معسكر “المعيزيلة”.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتواجد فيها قادة وعناصر من ميليشيا الحوثي اليمنية داخل الأجزاء التي يسيطر عليها النظام في محافظة ديرالزور، كما أنها المرة الأولى التي يشارك فيها خبراء من ميليشيا حزب الله اللبنانية، المصنفة على قوائم الإرهاب، بجانب خبراء إيرانيين في تدريبات على إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى والتدريبات الأخرى الخاصة بحرب المدن والاقتحامات داخل ريف ديرالزور.
في الوقت الذي ما يزال فيه عناصر الميليشيات الإيرانية يعيشون حالة من الرعب والهلع بسبب الضربات التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية والأمريكية ضد مواقع ومقرات الميليشيات المنتشرة في المنطقة، والتي تسببت حتى الآن بمقتل عدد كبير من قادة وعناصر هذه الميليشيات الأجانب والمحليين، وتدمير كميات كبيرة من العتاد والذخيرة والبنى التحتية لها في المنطقة، والتي ما تزال تشكل حتى الآن خطراً على حياة المدنيين المتواجدين في المنطقة، وأيضاً على حياة قوات التحالف الدولي الموجودة بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.