أنذر فريق الدفاع المدني السوري، اليوم الأحد، من استمرار قبول المجتمع الدولي بخضوع المساعدات الإنسانية العابرة للحدود للابتزاز واستخدامها كسلاح من قبل الداعمين للنظام السوري، لافتاً إلى تفاقم معاناة السوريين بسبب البرد وتفشي مرض “الكوليرا”.
جاء ذلك في بيان صادر عن الدفاع المدني اطلعت منصة SY24 على نسخة منه.
وأكد الفريق أن معاناة السوريين تتفاقم مع انخفاض درجات الحرارة وهطل الأمطار، وغياب مقومات الحياة وخاصة في المخيمات وتهديد مرض الكوليرا لحياة السكان، واستمرار هجمات النظام وروسيا.
وذكر أن كل ذلك يأتي في وقت تتراجع فيه الاستجابة الإنسانية، مع اقتراب انتهاء تفويض تمديد إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة عبر الحدود.
واعتبر أن مجرد قبول المجتمع الدولي بخضوع المساعدات الإنسانية للابتزاز، هو شرعنة واضحة لاستخدام المساعدات كسلاح.
وأكد أنه لا يمكن القبول باستمرار الابتزاز في ملف المساعدات، رغم وجود إطار قانوني يعطي الأمم المتحدة الحق في إدخال المساعدات من خارج مجلس الأمن.
ونؤّه إلى إن الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في سوريا، هي انعكاس لغياب الحل السياسي وتجاهل المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن “2254”.
وبيّن أن المسارات المضللة التي من شأنها خلق عطالة سياسية، تحول دون تحقيق تطلعات السوريين في مشروع التغيير ومسارات العدالة ووقف انتهاكات نظام الأسد الممنهجة.
وأمس السبت، طالب فريق “منسقو استجابة سوريا”، الأمم المتحدة بالتركيز على المحتاجين في شمال غرب سوريا ورفع أعدادهم الرسمية من 3.1 مليون إلى 3.6 مليون للعديد من الاعتبارات، أبرزها ارتفاع مؤشرات الحدود الاقتصادية للسكان، خلال الشهر الماضي.
وأشار البيان إلى ارتفاع نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر إلى 88.02%، بزيادة قدرها 0.21% عن شهر تشرين الأول (أكتوبر)، ونسبة العائلات التي وصلت حد الجوع إلى 38.30%، بزيادة 0.12%، بينما بلغت نسب العجز في الاستجابة الإنسانية 62.16%.
وقبل أيام، حذّرت مسؤولة أمريكية من أن الأزمة الإنسانية في سوريا، هي أخطر من أي وقت مضى بعد مرور 11 عاما على بدء الصراع فيها.
وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: “لقد تفاقمت هذه الأزمة الإنسانية بسبب تصاعد أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد، وتفشي الكوليرا المتزايد وبداية فصل الشتاء”.
ومنتصف العام الجاري 2022، طالب مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أعضاء مجلس الأمن وصُناع القرار بالملف السوري إبقاء معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا مفتوحاً في وجه المساعدات الأممية العابرة للحدود.