شهدت مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية، زيادة واضحة في عدد الحواجز العسكرية والدوريات المشتركة في شوارع وأسواق المدينة، مع التدقيق على هويات المارة من الشباب بحثاً عن المتخلفين عن أداء الخدمة الإلزامية في جيش النظام.
حملات التجنيد الإجباري تركزت على المقاهي والكافتيريات التي تشهد تجمعات كبيرة للشباب كونها تنقل مباريات كأس العالم، حيث قامت الأجهزة الأمنية بعدد المداهمات أثناء عرض المباريات وأوقفت عدداً من الشباب واقتادتهم إلى فرع الشرطة العسكرية ليتم إرسالهم بعدها إلى دمشق لحضور دورة تدريبية مدة 45 يوم قبل سوقهم إلى قطعهم العسكرية.
مصادر محلية قالت إن عمليات التجنيد الإجباري التي تنفذها أجهزة النظام الأمنية تسببت بخسائر مادية كبيرة لعدد من المقاهي، بسبب حالة الخوف التي نشرتها هذه الأجهزة بين الشباب، وتفضيلهم الحفاظ على حياتهم والبقاء في منازلهم على حضور مباريات كأس العالم تحت التهديد بالاعتقال في أي لحظة.
المصادر ذاتها أوضحت لمراسل منصة SY24 في ديرالزور قيام عدد من أصحاب الكافتيريات والمقاهي الخاصة بدفع مبالغ مالية لقادة الأجهزة الأمنية لضمان عدم اقتراب الدوريات المشتركة من محلاتهم أثناء عرض مباريات كأس العالم، وذلك للحفاظ على الزبائن من الشباب إن كانوا مطلوبين لأداء الخدمة الإجبارية أم لا، فيما تبقى الكافتيريات التي يمتلكها مسؤولي النظام أو قادة ميليشيا الدفاع الوطني وأقاربهم غير معرضة لمثل هذه المداهمات.
شباب مدينة ديرالزور اضطر إلى الذهاب إلى المقاهي التي تعرض مباريات كأس العالم بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، مع عدم توافر المحروقات بشكل دائم وارتفاع أسعارها بالنسبة لدخلهم المحدود، ما منعهم من حضور هذه المباريات في منازلهم والمخاطرة بحياتهم كل يوم من أجل تشجيع الفرق التي يحبونها.
“عمر”، شاب من مدينة ديرالزور وطالب جامعي في كلية العلوم، ذكر أن “حبه للكرة سبب له العديد من المشاكل مع عناصر أجهزة النظام الأمنية، بسبب قيامهم بالدخول إلى المقهى الذي يتابع فيه مباريات كأس العالم وقيامهم بتفتيش الحاضرين بشكل استفزازي بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإجبارية، ما أفقد الحاضرين شغف التشجيع وجعل عدداً منهم يغادر المكان وسط حالة من الغضب والاستياء”، على حد قوله.
وفي لقاء مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور قال:” أجهزة النظام لا تريد للمواطن أن يكون سعيداً في حياته وأن يتابع مباريات كأس العالم التي حرم منها خلال السنوات الماضية، بسبب عوامل كثيرة أهمها انعدام التيار الكهربائي وغياب المحروقات وارتفاع ثمنها مقارنةً بدخل الفرد اليومي، والآن يحاول استغلال المونديال لسوق الشباب إلى الجيش أو لتحصيل الأموال منهم”.
وأوضح:” بعد أول تجربة لي مع مداهمات الشرطة العسكرية للمقاهي التي تنقل مباريات كأس العالم، خطرت لي فكرة مع عدد من الشباب والأصدقاء المقربين لإنشاء جمعية صغيرة يتم فيها جمع مبلغ يكفي لشراء المازوت لتشغيل مولدة كهربائية وحضور مباريات كأس العالم في المنزل، دون الحاجة للذهاب إلى المقهى والمخاطرة بحياتنا”.
وأضاف:” استطعنا وبصعوبة بالغة شراء حوالي 20 لتر من المازوت تكفي لتشغيل المولدة أثناء مشاهدة بقية مباريات كأس العالم، بالإضافة إلى شراء بعض المأكولات والمشروبات وغيرها من الأشياء التي كنا ندفع ثمنها أضعافاً مضاعفة داخل المقاهي، كما أن الجميع الآن بأمان بعيداً عن أعين الشرطة العسكرية وأجهزة النظام الأمنية”.
ويذكر أن مدينة ديرالزور تعاني، كغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة النظام السوري، من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي وعدم توفر المحروقات فيها وغلاء ثمنها، ما دفع حكومة النظام إلى إعلان يوم الأحد عطلة رسمية مضافة إلى يومي الجمعة والسبت، بالإضافة إلى تأجيل مباريات دوري كرة القدم لعدم قدرة الأندية على التنقل بين المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام بسبب غياب المحروقات.