في ديرالزور.. فساد موظفي المسلخ المحلي يهدد حياة المواطنين 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أعلنت مديرية تموين مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، عن ضبط بقرة مريضة تم ذبحها في المسلخ المؤقت في حي الجورة من قبل مالكها و قيامه ببيعها لأحد الجزارين بهدف عرضها وتسويقها في محله، وذلك عقب اعتراض عدد كبير من الحاضرين على عملية الذبح نظراً للحالة الصحية لها، الأمر الذي قد يهدد سلامة وحياة المواطنين في المدينة.

 

الأهالي أكدوا أن هذه الحادثة هي ليست الأولى من نوعها التي يشهدها المسلخ المؤقت الذي تم إنشاؤه من قبل حكومة النظام في حي الجورة منذ العام 2013، حيث شهد عدداً من التجاوزات التي تمثلت بذبح مواشي مريضة وغير قابلة للاستهلاك البشري، وذلك بعد قيام مالكيها بدفع رشاوى مالية لموظفي المسلخ لتمرير عملية الذبح ووضع الدمغة الرسمية عليها، ليتم نقلها بشكل آمن إلى محلات الجزارة في المدينة وبيعها هناك.

 

مصادر محلية ذكرت أن عمليات الذبح التي تتم في المسلخ المؤقت لا تخضع لأي رقابة صحية من قبل مديرية التموين ومديرية الصحة، وخاصةً مع قيام عدد من الجزارين بذبح المواشي خارجه وبيعها داخل محلاتهم بأسعار تعتبر رخيصة مقابل أسعار اللحوم الرسمية والمتداولة في السوق المحلية، الأمر الذي أثار ريبة الأهالي ودفعهم للتريث قبل شرائها.

 

المصادر ذاتها أكدت أن الفساد لدى موظفي مسلخ المدينة ومديره وصل إلى ذبح أبقار ومواشي ميتة بعد قيام عدد من الجزارين المتعاونين معهم بشرائها من أصحابها في ريف ديرالزور الغربي، ونقلها إلى المسلخ قبل بدء الدوام الرسمي من أجل البدء بعملية الذبح والتقطيع قبل وصول بقية الجزارين.

 

وعلى الرغم من تراجع تجارة اللحوم في مدينة ديرالزور نتيجة سوء الأوضاع المادية للأهالي وعدم قدرتهم على شرائها بشكل دائم بسبب ارتفاع ثمنها مقارنةً بدخلهم اليومي، إلا أنها ما تزال رائجة بين طبقة معينة من المواطنين وخاصة ًفي بداية الشهر مع استلام الموظفين رواتبهم أو وصول الحوالات الماليه للأهالي من الخارج.

 

“وفاء”، من سكان حي الموظفين ومعلمة مدرسة ابتدائية، ذكرت أنها “لا تشتري اللحمة إلا مرة أو مرتين في الشهر، ومع هذا فإن عملية الشراء لا تتم إلا عن طريق أحد الجزارين الموثوقين لديها، وذلك بسبب تكرار حوادث التسمم جراء تناول لحوم فاسدة تم ذبحها في مسلخ المدينة البعيد كل البعد عن النظافة”، على حد تعبيرها.

 

وفي حديثها لمنصة SY24 قالت: إن “الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الأهالي دفعهم للاستغناء بشكل جزئي عن تناول اللحوم ولهذا عندما يحالون شرائها فإنهم يبحثون عن الأرخص، وهذا ما دفع بعض الجزارين لذبح حيوانات مريضة وبيعها لهم بأسعار مخفضة بحجة مساعدتهم، أو عدم وجود برادات لحفظها، وغيرها من الحجج الواهية التي يحاول فيها الباعة تصريف بضاعتهم المغشوشة”.

 

وأضافت أن “المسلخ يفتقر للنظافة و ملئ بالحشرات والقوارض والكلاب المسعورة، ومع هذا فإن المواطنين مجبرين على شراء اللحوم منه لعدم وجود مكان آخر للذبح، كما أن الأسعار الرخيصة تجذب الفقراء لشراء هذه المادة التي أصبحت تقارن بالذهب هذه الأيام، في الوقت الذي تهمل فيه حكومة النظام جميع الشكاوى ضد المسلخ الوحيد الذي يأكل منه جميع سكان المدينة”.

 

والجدير بالذكر أن الفساد بات ينخر جميع مفاصل المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية التابعة للنظام في مدينة ديرالزور، الأمر الذي أثقل كاهل الأهالي وزاد من معاناتهم اليومية وخاصةً فيما يتعلق بتأمين متطلباتهم الأساسية ومتابعة بعض المعاملات الحكومية، التي باتت تكلف مبالغ مالية طائلة جراء الرشاوي التي يضطر فيها المواطن دفعها للموظفين من أجل تسيير أمورهم.

مقالات ذات صلة